فــــــــــوائد ورق الغـــــــــــار

الفوائد العظيمة لعشبة الرند.... ''ورق الغار العلاجية او ورق سيدنا موسى''

عشبة الرند هي عبارة عن أشجار كبيرة معمرة، استخدمها اليونانيون والرومانيون كمادة طبية، تحتوي الأوراق على زيت طيار بنسبة 3بالمئة تقريبا، وموطنه الأصلي هو دول البحر الأبيض المتوسط. وتستعمل أوراق الرند المجففة كنوع من التوابل في الطبخ للاستفادة من الرائحة والنكهة المميزة لذلك النبات. ومنذ فجر التاريخ، عرف شجر الرند كنبات نبيل زينت أغصانه هامات القياصرة والأبطال وعرف زيت الرند كزيت سحري لما له من فوائد عظيمة، وتقول الرواية أن نساء شهيرات مثل كليوباترا والملكة زنوبيا استعملوا زيت الرند ليحافظوا على بشرتهم وعلى عافية شعرهم وصحته. ولم يزل استخدام أوراق رند حتى يومنا في معظم الوصفات الغربية رائجاً حيث لا يمكن تصور الأطباق الفرنسية بدون استخدام أوراق الرند، حيث تستعمل أوراق الرند كبهارات في وصفات الطعام المتنوعة، وصناعياً يستخرج زيت الغار من ثماره ليدخل في صناعة الصابون الطبيعي، لما له من خواص جيدة ولكونه ينتج صابون رائع وآمن للاستحمام.
ليس الغار( الرند ) مجرد نبته إعتيادية , من دون شخصية مميزة .
ولاتنحصر إستعمالاته على صابون الغار
في الواقع لأوراق الغار , وزيـتـه فوائد صحيّة عظيمة , وفضائل علاجية معروفة منذ
آلاف السنين .
- أكتشف الإنسان منذ القدم فوائد طبيّة كثيرة لأوراق شجرة الغار , المسماة أيضاً
بالـ " رَنـد " ولزيتها . ولاعجب أن إختار الرومان أوراق الغار لتحضير
" إكليل النصر " , و وضعه بزهو حول أعناق المنتصرين , ماشكّل منذ تلك الحقبة
تقليداً شائعاً في أنحاء عديدة من العالم وليس فقط عند الرومان .
وقبل آلاف السنين , في بلاد الشام عموماً , وسوريا خصوصاً , إستنبط صنع الصابون
من زيتي الغار والزيتون , وطوّرت تلك الصناعة فباتت تنتج أحد أفضل أنواع
الصابون في العالم , فضلاً عن كونه أقدمها على الإطلاق .
لكن حذار : فالنوع المفيد الوحيد , كنبتة علاجية طبية هو " الغار النبيل "
( المسمى Laurus Nobilis" بالاتينية والإنجليزية , و Laurier Noble بالفرنسية ).

وذلك النوع من الغار يستخدم بشكل خاص أثناء موسم الـشـتــاء لما يؤمّنه من
طب طبيعي ضد البرد . إنما ثمة أنواع أخرى منها " الكرز الغاري " و
الـ " دِفلى " ( أو الـ " حَـبـن " ) , والـ " أفلوس الغاري " إلخ .
وليست كلها نافعة , بل قد يأتي بعضها بالضرر . لذا يجب توخّي الحذر ,
والتأكد من أن أوراق الغار المستخدمة آتية فعلاً من نبتة " الغار النبيل " .
فالغار النبيل يجمع معاً فوائد كل من القرنفل والصنوبر والخزامى
( أو الـ " لاوندة Lavender بالإنجليزية ), وشجرة الأوكالبتوس
( Eucalyptus المسماة أيضاّ شجرة الـ " قلم طوز " وشجرة الـ " كينا "
وشجرة الـ " كافور " وشجرة الـ " بان " بحسب البلدان والمناطق ,
إنما هي تسميات خاطئة على الأغلب ).
وسنأتي لاحقاً على ذكر كيفية التعرف على الغار النبيل , الذي تشير
الفقرات الآتية إلى أهم فضائله :

أولاً
تسهيل الهضم . بما أن الغار فاتح للشهية , فإنه يحفز إفراز الأنزيمات
المعويـة والعصارات الهضمية , مايؤمن هضماً يسيراً للأغـذيـة وإمتصاصها
وتمثيلها على أفضل نحو . كما يعين على خفض التشنجات المـعـويـة .
إلى ذلك فإن له مفعولاً إنقباضياً , بمعنى يقلص الأنسجة المعوية , مايسهم
في خفض إلتهابات المعدة والأمعــاء . وللحصول على تلك النتائج :
يُنصح بشرب كأس من ملعقة شاي من أوراق الغار المجفّفة , توضع للتنقيع
بضع دقائق في الماء المغلي , وذلك مرتين أو ثلاث مرات في اليوم .

ثــانـيــاً
مقاومة السكري من النوع الثاني . وأيضاً أمراض القلب والشرايين .
أثبتت دراسات حديثة أن الغار يسهم في موازنة نسب السكر والكوليسترول
وأثيرات الغليسترين الثلاثية في الدم .

ثـالـثـاً
الوقاية ضد الرشح وإلتهاب القصبات الهوائية . أوراق الغار غنيّة بمركب
" سينيول " أو ( " أوكاليبتول " الموجود أيضاً في أوراق أشجار " الأوكاليبتوس "
أو الـ " قلم طوز " المشار إليها ) . وذلك المركب معروف بمقاومة الفيروسات
والجراثيم . كما تضم أوراق الغار مركب " كوستونوليد " الذي يرطب الإفرازات
المخاطية , فيعين على التخلص منها هكذا , عدا عن شرب خلاصة الأوراق المنقوعة
بالماء المغلي , يمكن أيضاً الغرغرة بمحلولها , مايسهم في تنظيف الـفـم
والحنجرة والأنـف .

رابـعــاً
تخفيف الإرهاق والإحباط النفسي . يعمل الغار عمل منعش عام للجسم ,
ويؤثر تأثيراً حميداً في الجملة العصبية . وفي هذا الصدد يؤكد الباحثون
أن مفعوله العصبي مثبت علمياً لكنهم عاجزون عن تحديد ماإذا كان يخص
الجهاز العصبي المركزي أو الخارجي . في أي حال يسهم تناول كأسين إثنين
إلى ثلاثة كؤوس يومياً , ولمدة ثلاث أسابيع , في تحسين الحيوية والنشاط
وتأمين الإطمئنان النفسي .

خــــامـســاً
تهدئـة وجـع الأســنــان . للغار مفعول عجيب ضد الألم عموماً, ووجـع الأسنان
خصوصاً , هكذا عند " هيجان " ضرس ما , يمكن خلط قطرتين إثنين إلى ثلاث قطرات
من زيت الغار العطري ( خلاصة الزيت ), مع بضع قطرات من أي زيت نباتي ,
أو مع صبغة أزهار الـ " آذريون " ( المسماة أيضاً " كالندولا " ) .
ثـم وضع المزيج على الـلـثـة . في موضع الـسـن المؤلمة , وتخفيف الألم
مضمون بحسب من جـربوها .

سادســــاً
تخفيف الروماتيزم . بما أن الغار نبته مضادة للإلتهاب , فإنها بالتالي
تهدئ آلام المفاصل , وأيضاً أوجاع العضلات , بما في ذلك إلتهاب فقرات الـرقبة
و" دعث " الطراف أو الـ " لغب " . هكذا , منذ القرن الـ 16 , فطن الطبيب
الإيطالي " فيورافانتي " إلى تلك الخصائص الحميدة , فأستنبط من الغار
مرهماً مسمى بإسمه لتخفيف الروماتيزم , استخدمته قروناً أجيال وأجيال .
هنا أيضاً يمكن خلط قطرتين إثنين إلى ثلاث قطرات من زيت الغار العطري
( خلاصة الزيت ) مع بضع قطرات من أي زيت نباتي ثم وضع المزيج على المفاصل
أو العضلات المصابة

ســابــعــاً
علاج الفطار وأمراض جلدية أخرى . تلك الفضائل في مكافحة بعض الأمراض الجلدية
تحديداً , هي مادفع قدامى بلاد الشام إلى إستنباط " الصابون الحلبي "
( أو " الـرّقـي " أو " الزنابيلي " ) . إذ فطنوا إلى فوائد زيت الغار
في الوقاية من الأمراض الجلدية , ومكافحة داء الفطار الجلدي .
فذلك الصابون له فعلاً مفعول فريد ضدها . كما يمكن إستخدام زيت الغار العطري
( خلاصة الزيت ) على شكل " ماء زهر " لتنظيف الوجه وتخفيف حب الشباب والبثور ,
وأيضاً الإسهام في علاج مرض " الــصـدفـيـة " الجلدي .

ثــامنـاً
تخفيف آلام الشقيقة والصداع . تضم أوراق الغار مركبات تدعى كيميائياً
" بارثينولايدز Parthenolides" , التي وجد أن لها مفعولاً حميداً في
تخفيف آلام الشقيقه . وثمة مستحضرات من تلك المجموعة من المركبات
الكيميائية , يمكن إيجادها لدى حوانيت بيع الأعشاب .

تــاسـعـاً
علاج الدمامل والدواحس . حين ظهور " دمّلة " ( أو " دنبلة " مثلما تسمى شعبياً ),
أو " داحوس " ( وهو مرض جلدي يصيب أنملة اللأصبع ) , يمكن الإستعانة بزيت الغار
العطري ( خلاصة الزيت ) كعلاج فاعل . فهو ذو مفعول مضاد للإلتهابات والتقيّح .
لذا يسهم في تعجيل " إنضاج " الـ " دمّلة " أو الـ " داحوس " , بالتالي التخلّص
منهما أســرع .وبما أنه مهدئ طبيعي للأوجـاع يسهم في الوقت نفسه في تخفيف
اللآلام الناجمة عنهما .

الغار النبيل هو الوحيد من بين أنواع الغار , مثلما ذكرنا الذي يؤمن فوائد طبية
ويمكن شراء أوراقه المجففة في الأسواق ( تباع عادة مغلفة بأكياس شفافة صغيرة ).
أما إذا كانت شجرته تنمو في المنطقة , فيمكن التعرّف إليها كالتالي /
* 1 = يبلغ إرتفاع الشجرة مترين إثنين إلى 10 أمتار ولها جذع بالأحرى نحيف وباسق .
* 2 = أوراق الشجرة باهتة اللون وليست خضراء ناصعة , وهذة الصفة مهمة :
لاتقتنوا سوى أوراق الغار الفاقعة غير البراقة .
* 3 = لتلك الأوراق رائحة خاصة تفوح منها , يمكن التعرف إليها بسهولة .
* 4 = أزهار الشجرة صغيرة خضراء إنما ليست وردية اللون بتاتاً
( إحــــــذروا إذا كانت الأزهار وردية فذلك يعني أنه من الغار غير النافع
وربما الــضـــار ) .
عموماً مامن ضير بتاتاً في شرب نقيع أوراق الغار , أو إستخدام زيته العطري
( خلاصة الزيت ) , لأغراض علاجية . على الرغم من ذلك ينصح بالإنتباه إلى
النقاط الآتية :

الـحـســاسـيــة :
ثمة جزيئات عضوية معطرة تسمى " لاكتون " تدخل في تركيبة أملاح الـ " إيستر "
تلك الجزيئات المنبعثة مع نكهة الغار الطبيعية , قد تثير حساسية عند البعض
وتسبب الهرش والحكة والعطس .

الــحــمـــل :
كأي زيت عطري ( خلاصة الزيت ) , فإن زيت الغار العطري غير محبذ للحوامل ,
وينطبق ذلك أيضاً على الأطفال الصغار دون سن 3 أعوام .

الــجــرعــة :
ينبغي عدم تجاوز الجرعة المكونة من ( ملعقة شاي واحدة من أوراق الغار المجففة )
المطحونة لكل كأس نقيع لاسيما لمن يعانون إلتهاب القولون